بينما تسعى الجزائر لتدارك تفوق الرباط الفضائي عبر باريس.. المغرب يجتمع بمسؤولي "ناسا" في إسرائيل
في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر للحاق بالمغرب في مجال الأقمار الصناعية الخاصة بالمراقبة، من خلال وضع مليار أورو على طاولة الحكومة الفرنسية من أجل إنجاز قمرين صناعيين متطورين، حول المغرب بوصلته في اتجاه آخر، حيث يشارك في مؤتمر "إيران رامون" للفضاء في تل أبيب، وسيجتمع بمسؤولي وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
وقالت صحيفة "إسرائيل توداي" إن مسؤولي تكنولوجيا الفضاء الدوليون اجتمعوا في المؤتمر الذي تحتضنه تل أبيب على مدى يومين، والذي انطلق منذ أمس الثلاثاء، وفيه يجتمع مسؤولو وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مع نظرائهم من إسرائيل والمغرب والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب ممثلي وكالات الفضاء في ألمانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال.
ووفق التقرير فإن مؤتمر 2023 يطرح آفاقا مثيرة للاهتمام، حيث يسعى الفاعلون إلى إيجاد طرق مبتكرة في مجال صناعة الفضاء، تعتمد على إقامة علاقات تعاون بين الحكومات والمؤسسات الخاصة، في سياق خاص تنمو فيه هذه الصناعة البالغة قيمتها ترليون دولار بقيمة 10 في المائة كل عام، على أن توظف 20 ألف شخص سنة 2030.
وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، خلال افتتاح المؤتمر "هناك احتمالات تذهب إلى أبعد مما يمكن تخيله"، في حين جرى الحديث خلال المؤتمر عن استثمارات مشترك بين الدول المشاركة من خلال استقطاب رؤوس الأموال لإنشاء البنية التحتية والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى العمل على تقليص تكلفة الإطلاق والاستخدام.
وتأتي مشاركة المغرب في هذا المؤتمر تزامنا مع سعي الجزائر إلى تدارك الفارق مع المملكة في مجال المراقبة والتجسس بواسطة الأقمار الصناعية، حيث وضع رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، مليار أورو على طاولة فرنسا من أجل تصنيع قمرين صناعيين لفائدتها على الأقل، على أن يكون أداؤهما أفضل من نظيريهما المغربيين محمد السادس "أ" و"ب"، اللذين أطلقهما المغرب سنة 2017 و2018 تواليا.
وقال تقرير لموقع "مغرب إنتلجنس" إن شنقريحة ضغط بشدة على المسؤولين العسكريين الفرنسيين من أجل توقيع اتفاقيات دفاعية تسمح للجزائر بالحصول على تكنولوجيا "مكافئة" لتلك التي تتوفر عليها المملكة، من خلال قمريها الصناعيين، هو الأمر الذي طرحه رئيس أركان الجيش الجزائري على وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، خلال لقاء دار بينهما في باريس مؤخرا.
وفي 23 مارس 2022 جرى مذكرة تفاهم بين رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، ورئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية عمير بيرتز، وذلك تفعيلا للتصريح المشترك بين المغرب وإسرائيل الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 بالرباط، والذي أعرب فيه البَلَدَان عن رغبتهما في تحفيز تعاون اقتصادي ثنائي فعال ومبتكر، ولا سيما في ميدانيِ الاستثمار والتكنولوجيا.
